
تاريخ الإعاقة العقلية
- 2020-11-24
- 0 Likes
- 214 Views
- 0 Comments
تاريخ الإعاقة العقلية في هذه المقالة سوف نتحدث عنها بشيء من التفصيل والمراحل التي مرت بها سواء كان من معاملة الناس أو النظره المجتمعية لهم وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع والمصطلحات التي كانت تطلق عليهم بشكلٍ سهلٍ وبسيط.
تاريخ الإعاقة العقلية
مُنذُ أقدم العصور عرفت البشرية حالة الإعاقة العقليّة واعتبرها مشكلة اجتماعية ونفسية يجب التعامل معها. وفي ذلك الوقت انتشرت المصطلحات التي كانت تطلق علي الاعاقة العقلية.
المصطلحات التي كانت تطلق على الإعاقه العقلية عبر التاريخ:
- الضعف العقلي أو القصور العقلي
- الشذوذ العقلي
- التخلف العقلي أو الذهني
- الشخص الأبله
- فتعددت المفاهيم التي يتداولها المتخصصون، فقد استخدموا المصطلح الواحد بمعاني مختلفة، مثل مصطلح الضعف العقلي والوهن العقلي والتخلف العقلي والقصور العقلي.
وفي رأي الباحثون أن هذا التعدد في المصطلحات راجع إلى اختلاف في الترجمة حيث أن كلمة “Mental” بالفرنسية ترجمت في القاموس إلى المترادفتين “عقلي” و”ذهني”.
كما يتفق كل من (سعيد العزة(2001)، كمال زيتون(2003)،وليد خليفة(2006)) على أنه ظهرت مصطلحات عديدة في اللغة العربية تعبر عن مفهوم الإعاقة الذهنية منها مصطلح والتخلف العقلي، وقليل العقل، ونظرا لأن مصطلح التخلف يسبب عبء نفسي على أباء وأمهات هؤلاء الأطفال فينعكس سلبا على تربيتهم لأبنائهم المعاقين ذهنيا; لذلك فأن المصطلح الذي يستخدم على نطاق واسع الآن هو مصطلح المعاق ذهنيا.
واغلب الآراء تميل لاستخدام مصطلح:” الإعاقة الذهنية ” إنطلاقا من أراء بعض الباحثين مثل (هدى حسن محمد وماهر حسن محمود،2008) و(حمدي علي الفرماوي ووليد رضوان حسن، 2009) و( عصام نور، 2009) (مريم إبراهيم حنا،2010)
ولكن الأهم من كل ذلك هو أنه في يناير 2017 تم تغيير مصطلح التخلف العقلي إلى الإعاقه الذهنية
كيف تعامل الناس مع ذوي الإعاقه العقلية على مر العصور:
في العصور الاغريقية:
عمل الاغريقيون على تشخيص الإعاقه العقلية من خلال النواحي الجسمية وما يرافقها من تشوهات خلقية، وقد اعتبروا أن المعاق عقلياً غير صالح للحياة ويجب التخلص منه في مرحلة الطفولة.
في العصر الروماني:
كانوا اكثر تسامحاً معم وكانوا يهتمون بهم اكثر من المعاقين جسدياً نظراً لأنهم كانوا يعتقدون أن المعاقين عقلياً يمكن علاجهم بينما المعاقين جسدياً لا يمكن ومع مرور الوقت تم إثبات خطأ اعتقادهم.
الرومان كانوا يعتبرون الصلاحية الجسدية والعقلية شيء مهم جداً.
و لقد كان الإغريق والرومان يعتبرون هؤلاء الأطفال المتخلفين عقلياً عالة على المجتمع.
ولقد رأى ” أفلاطون ” أن المتخلفين عقلياً يلحقون الضرر بالدولة لأن وجودهم يعرقل التقدم في الجمهورية المثالية ، لذا كان الإغريق والرومان يلقون بالأطفال المتخلفون عقلياً في الأنهار أو يعرضونهم للموت على سفوح الجبال.
وبظهور المسيحية والإسلام تغيرت النظرة للمتخلفين عقلياً فقد حلت الشفقة عليهم محل تعريضهم للهلاك ، وظلت هذه الفئة من الأطفال تلقى معاملة عطف وإنسانية فقط ، ولكنها لم تلقى رعاية على أسس علمية .
حيث أنه في العصور المسيحية تم توفير أماكن خاصة بهم لإيوائهم ورعايتهم.
عصر النهضه:
في هذا العصر أصبحت النظره إليهم أسوأ مما كانوا عليها حتى اطلق على هذا العصر بالنسبه للمعاقين عصر السلاسل الحديدية.
يعتبر “أنطوني فيتزهيربت” عام “1534” هو أول من نظر إلى الإعاقة العقلية نظرة علمية وعملية محاولاً تعريف ماكان يسمى في ذلك الوقت بالاله ثم حاول بعد ذلك جان لوك التمييز بين الابله والمجنون بلغة ذلك العصر
في العصر الاسلامي:
ازداد الاهتمام بهم في العصر الاسلامي نظراً ل معرفتهم بالكثير عن الإنحرافات العقليه والعلاج النفسي لذلك كانوا اكثر تفعيلاً لهؤلاء الأطفال، وذلك ايضاً بسبب حث القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.
عام 1798 بدأ الاهتمام العلمي برعاية المتخلفين عقلياً.
كان ذلك على يد “جاسبارد ايتارد” والذي كان يعمل في ذلك الوقت مديراً للمعهد الوطني للصم والبكم
ومع مرور الوقت في القرن الثامن والتاسع عشر ازداد اهتمام العلماء بتلك الفئة وتم تطوير طرق علاجية وتربوية لتأهيل الأطفال المعاقين عقلياً ويرجع الفضل في ذلك الي “ادوارد سيغان”
لمحة تاريخية عن الاعاقة العقلية في البلاد:
في بلاد اليونان كان ينظر إلى المعاق عقلياً نظرة رثاء و ازدراء و تحقير ، ثم أصبح بعد ذلك موضع شفقة و رحمة و عطف من المجتمع كله.
و في إنجلترا أصدر الملك إدوارد ( 1272م – 1307م ) بعض القوانين التي ميزت بين المعاقين عقلياً و بين المصابين بالجنون بعد أن كانت النظرة إلى الفئتين واحدة (1) .
قامت فرنسا بدور كبير في رعاية المعاقين عقلياً فكانت أول محاولة فعلية لتعليم الأطفال المعاقين عقلياً و إنشاء مدرسة خاصة لتعليمهم في عام 1837م ، وكما اهتم سيجان في هذه المدرسة بتنمية المهارات الحسية البسيطة لدى الأطفال المعاقين عقلياً مثل القدرة على التمييز الحسي و السمعي و غيرها و تدريبهم على الانتباه والتركيز . (2)
ولقد قام ” سيجان ” ( Seguin ) عام 1848 بإنشاء فصول ومعاهد خاصة لتعليم وتأهيل الأطفال المتخلفين عقلياً ، ووضع لهم برامج تهدف إلى تنمية الوظائف الحركية والصوتية وتقوية العضلات عن طريق التمرينات ، كما اعتقد أن تنمية حواس الطفل المتخلف عقلياً سوف تساعد على تحسين صلته بالبيئة من حوله ، وعلى سرعة تعلمه القراءة والكتابة والحساب .
وفي إيطاليا اهتمت ” ماريا منتسوري Maria Montessori ” عام 1897 ، المربية والطبيبة بتعليم المتخلفين عقلياً ووضعت برنامجها في تعليمهم على أساس الربط بين خبراتهم المنزلية والمدرسية وإعطائهم فرصة التعبير عن رغباتهم وتعليم أنفسهم بأنفسهم ، قامت أيضاً بتصميم أجهزتها المعروفة لتدريب الحواس والعضلات كجزء من التعليم المبكر للمتخلفين عقلياً حيث اهتمت بتدريب حواس الطفل المتخلف عقلياً للتمييز بين درجات الحرارة والبرودة ، والتمييز بين الألوان ، والتدريب على تمايز الأصوات .
كما اهتمت كثير من المراكز و المؤسسات برعاية المعاقين عقلياً ، حيث بدأ إنشاء مركز لرعاية المعاقين عقلياً في القرن التاسع عشر في فرنسا على يد ” هورس مان ” حيث اهتمت هذه المراكز بتوفير الرعاية الاجتماعية و الصحية و التعليمية لهذه الفئة من المعاقين عقلياً وكانت هذه المراكز هي النماذج التي سارت عليها الكثير من مراكز رعاية المعاقين .
وحديثاً قامت الجمعية الأمريكية للمتخلفين عقلياً American association of mental retardation عام 1996 بوضع الخطط و البرامج المستمرة والمتطورة لخدمة المعاقين عقلياً .(3)
وقد تبنى الرئيس الأمريكي ” جون كيندى John Kennedy ” رعاية المعاقين عقليا ، ربما لأن شقيقته كانت معاقة عقلياً ، وطلـب من رجال التربية وعلم النفس والطب والاجتماع دراسة هذه المشكلة النفسية التربوية الطبية دراسة وافـية ، انتهـت هذه الدراسـة بتـقرير مفصـل تضمن ( 95 ) توصية كان من بينها التوصيات التالية:
- ضرورة وضع تشريع جديد لرعاية المعاقين عقلياً .
- إجراء مزيد من الدراسات والبحوث العلمية في هذا المجال .
- تحسين برامج الخدمات النفسية والاجتماعية للمعاقين عقلياً وأسرهم .
- تسهيل إجراءات الرعاية وتحسين برامج المعاقين عقلياً .
- زيادة توعية الجماهير بأهمية مشكلة المعاقين عقلياً .
- الاهتمام بالوقاية الصحية للمعاقين عقلياً .
- التركيز على برامج التعليم والتدريب فى مؤسسات المعاقين عقلياً .
فى المجتمعات الغربية تغيرت النظرة إلى المعاقين عقليا من سيطرة فكرة التصفية أو الإبعاد لغير القادرين على الإنتاج ، إلى فكرة الاهتمام بعمل الخير للإنسان المعاق عقليا ، ومن خلال إنشاء العديد من المدارس لهم ، ولغيرهم من المعاقين تحقيقا لمبدأ الديمقراطية ، وتكافؤ الفرص التعليمية بين الأسوياء وغير الأسوياء.
ولقد نادى ” إنجرام ( Ingram ) ” بضرورة تخطيط برامج تعليمية للطفل المتخلف عقلياً في ضوء المواقف التي يعيشها ، وأن تهدف إلى تعديل سلوكه وإكسابه عادات اجتماعية مرغوب فيها .
وفي النمسا نادى ” جاكوب جيجنبول ” ( Jacob Guggenbull )(3) برعاية المتخلفين عقلياً ، وإنشاء مدرسة بالنمسا لتربية وتعليم المتخلفين عقلياً ، ويعتبر ” جاكوب ” أباً روحياً للمتخلفين عقلياً وأستاذاً تتلمذ على يديه كثير من المهتمين بهذا المجال ، وانتشرت دعوته في كل أوروبا ، وأنشئت على غرار هذه المدرسة مدارس متعددة في ألمانيا والنمسا وإنجلترا والدول الاسكندنافية وأمريكا ، ومع التقدم العلمي تحمس كثير من علماء النفس والتربية لدعوة ” جيجنبول ” ، حيث نادوا بإمكانية جعل المتخلفين عقلياً مواطنين عاديين قادرين على تحمل المسئولية تجاه أنفسهم ، مما أدى إلى مزيد من الرعاية للمتخلفين عقلياً ، واستخدام المزيد من الطرق والوسائل والأنشطة التي تؤدي إلى تنمية قدراتهم الذهنية ومهاراتهم إلى أقصى حد ممكن تسمح به قدراتهم العقلية ، ومع ازدياد الوعي بخطورة التخلف العقلي تكونت العديد من الجمعيات الأهلية والحكومية لرعاية المتخلفين عقلياً ، وعقدت العديد من المؤتمرات الدولية التي نادت بضرورة زيادة الاهتمام بإعداد البرامج المناسبة للمتخلفين عقلياً .
وفى المجتمعات العربية تم إقرار مشروع قانون للمعاقين عقلياً في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ( 1995م ) وهذا القانون يمثل انطلاقة موحدة لا سابق لها في مجال خدمات المعاقين ، وقد روعي فى هذا القانون أن يلتزم بروح ما نصت عليه الإعلانات العالمية المختلفة التي تناولت حقوق الإنسان عامة ، وحقوق المعاقين خاصة منها على سبيل المثال لا الحصر.- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن هيئة الأمم المتحدة 1945م .
- توجيهات منظمة العمل الدولية المتعلقة بالتأهيل المهني للمعاقين 1955م.
- الإعلان العالمي لحقوق المعاقين عقلياً الصادر عن هيئة الأمم المتحدة 1971م .
- السياسة العامة لليونسيف في مجال وقاية الطفولة من الإعاقة 1980م .
- ميثـاق العمل العربي مع المعاقين الصادر عن المؤتمر الإقليمي لشئون المعاقين 1981 م .
وفي جمهورية مصر العربية تبنت كثير من الدراسات مشكلة المعاقين عقلياً من وجهات نظر مختلفة فقد أشارت نتائج إحدى الدراسات إلى ضرورة التدخل المبكر لرعاية الإعاقة العقلية و قد ناقشت هذه الدراسة أهداف الرعاية بوجه عام ومفهوم الوقاية في ميدان الإعاقة ، وحدوث مسئوليات المرشد النفسي في مساعدة الأطفال على إشباع حاجاتهم ومساعدة الآباء و الأمهات العاملين على فهم أنفسهم وعلاج مشكلاتهم النفسية و الأسرية أولاً ثم فهم حاجات أطفالهم وقدراتهم ثانياً.
كما أشارت نتائج “صموئيل أديب نخلة” إلى كيفية إعداد معلمي الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وذلك بعقد دورات تدريبية للمعلمين العاملين في التربية الخاصة وعمل دليل معلم يسترشد به عند التعامل مع فئة التلاميذ المعاقين عقلياً ، وكذلك إدخال تطبيقات الكمبيوتر في إعداد معلمي الفئات الخاصة وكاستخدام برامج مناسبة عند التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة .
المصادر:
-كتاب الإعاقة العقليّة للدكتور ماجدة السيد عبيد
-المجلس الأعلى لشئون الأشخاص المعوقين،دليل المؤسسات التي تعني بالأشخاص ذوي الإعاقات في المملكة الاردنية الهاشمية (2010)
-تطور الفكر التربوي للدكتور عادل عبدالله محمد
Leave Your Comment