
هناك اعتقاد خاطئ وشائع بين الناس وهو أن الإعاقة أو الأشخاص المعاقين الذين يحتاجون إلي التأهيل والعلاج هم المعاقين بصريا,سمعيا,ذهنيا وأيضا المعاقين حركيا,ولكن في الحقيقة أن الإعاقة معناها يشمل أكثر من ذلك كثيرا وجهلنا بالمعني الحقيقي للإعاقة أو تأثيرها بيأثر علينا وعلي أولادنا في المستقبل وهذا ما سوف نحاول إيضاحه في هذه المقالة.
الإعاقة عزيزي القارئ موجودة منذ بدء الخليقة كانت تصيب الأطفال والشيوخ في مختلف الطبقات والأجناس والأديان. فالاعاقة في الحقيقة بلا وطن وهذا يرجع لقول (صبحي سليمان-2006).
ويعود أيضا تاريخ اهتمام البشرية برعاية فئة ذوي الإعاقة الي أقدم العصور.والآن أصبح الاهتمام بهذه الفئة في الدول المتقدمة والنامية علي حد سواء ولهذا نحن الآن نتحدث عن ما هي الاعاقة؟
ماهي الاعاقة
تعني الإصابة بقصور كلي أو جزئي بشكل دائم أو لفترة طويلة من العمر في إحدى القدرات الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية، وتتسبب في عدم إمكانية تلبية متطلبات الحياة العادية من قبل الشخص المعاق واعتماده على غيره في تلبيتها، أو احتياجه لأداة خاصة تتطلب تدريبًا أو تأهيلًا خاصا

الاعاقة علي حسب تعريف منظمة الصحة العالمية(wHO)
هي حالة من عدم القدرة علي تلبية الفرد لمتطلبات أداء دوره الطبيعي في الحياه المرتبطة بعمره وجنسه وخصائصه الاجتماعيه والثقافية.
وذلك نتيجة الي الاصابة أو العجز في أداء الوظائف الجسدية أو العقلية او الفسيولوجية او السيكلوجية.
ومن هنا نستطيع القول بأن الإعاقة ليست إعاقة ظاهره فقط بل انها تمتد لأكثر من ذلك فمنها الظاهر مثل الإعاقة الجسدية او خفية مثل الأمراض المزمنة كالسكر والسرطان وأيضا منها النفسي.
و في الاعلان الخاص بحقوق ذوي الاعاقة عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة ذوي الاعاقة بأنه:
أي شخض عاجز علي أن يؤمن بنفسه بصورة جزئية او كلية او يؤمن بضرورات حياته الفردية أو الاجتماعية بسبب قصور خلقي او غير خلقي في قدراته الجسمانيه او العقلية.
وفي ورشة العمل الاقليمية من أجل اتفاقية دولية حول حماية ذوي الاعاقة.وحماية كرامتهم التي عقدت في بنكوك في اكتوبر (2003) ذهبت الي أن الاعاقة هي:
العلاقة التفاعلية بين الوضع الطبي أو الصحي لشخص ما ومحيطه الاجتماعي والاقتصادي والطبيعي. ويكون ذلك ناتج عن العلاقة التفاعلية بين المحيط والتلف الحسي او النفسي او العصبي. أو القصور في النمو أو التعلم لدي شخص.
وهناك نقطة مهمه جدا يجب ان تكونوا علي علم بها:

أن كل باحث وعالم في هذا المجال يعرف الاعاقة من وجهة نظره المهنيه بمعني أن:
الطبيب يعرف الاعاقة من وجهة نظره الطبية.
والمعلم يعرف الاعاقة من وجهة نظره التربوية.
والباحث النفسي يعرف الاعاقة من الجهة السيكولوجية.
وهكذا وسوف نتطرق ونفهم هذا الموضوع بالتفصيل في مواضيع أخري كثيرة نتحدث فيها عن كل اعاقة علي حدة.
وتعرّف أيضا بأنها :حالة تحد من قدرة الفرد على القيام بوظيفة واحدة أو أكثر من الوظائف التي تعدّ أساسية في الحياة اليومية كالعناية بالذات أو ممارسة العلاقة الاجتماعية والنشاطات الاقتصادية وذلك ضمن الحدود التي تعدّ طبيعية. أو هي عدم تمكن المرء من الحصول على الاكتفاء الذاتي وجعله في حاجة مستمرة إلى معونة الآخرين، وإلى تربية خاصة تساعده على التغلب على إعاقته.
ولكن الآن دعوني أشرح لكم ماهي الاعاقة بشكل أكثر تبسيطا:
الاعاقة هي أي شيء يحدث او يصيب الفرد يعيق هذا الفرد (يمنعه) من ممارسة حياته وأداء واجباته ومتطلباته بشكل طبيعي مع اختلاف درجة وشدة الاعاقة وخطورتها ومراعاة الفروق الفردية بين الفرد والآخر فعلي سبيل المثال:
اذا كان لدينا فردان, الفرد الأول اسمه A وهو شخص طبيعي والثاني B وهو من ذوي الاعاقة
المثال الأول
الفرد A يستطيع رؤية الأشياء بشكل طبيعي بدون أي وسائل مساعدة
والشخص B لا يستطيع رؤية الأشياء او التعامل معها بدون وسائل مساعدة:
كالعدسات المكبرة(النظارات) لانه لديه اعاقة (ضعف بصر جزئي)
المثال الثاني
الفرد A
يذهب الي المدرسة ويعود منها ويذاكر مادة الرياضيات بالمعدل العادي في نهاية السنة يكون معدل نجاحه بنسبة 100% او 99%.
والشخص B في نفس الصف الدراسي أيضا
ويذهب الي المدرسة ويعود منها ويذاكر مادة الرياضيات بنفس معدل الشخص A او أكثر. ولكن لا يستطيع تحصيل درجات في الامتحان
وهذا يعود الي أن الشخص B لديه اعاقة وهي صعوبات التعلم في مادة الرياضيات

فهذا الطالب ليس فاشلا او غبي ولكن هو لديه مشكلة يمكن ان تكون نمائية وممكن ان تكون مجرد مشكلة أكاديمية ونستطيع التخلص منها بالتدخل المبكر
انظر أيضا:صعوبات التعلم-ماهي-أسباب صعوبات التعلم وطرق علاجها والوقاية منها
ولنضرب علي ذلك أمثلة كثيرة:
شخص يستطيع كل أنواع الأكل والسكريات وشخص آخر لا يستطيع لأنه لديه مرض سكري.فهو لديه اعاقة تمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي
شخص يستطيع التعامل بشكل طبيعي ولديه قدرة علي التواصل مع الناس بشكل جيد
والشخص الآخر لا يستطيع التواصل ولديه مشكلة في التفاعل والتواصل الاجتماعي
وعلي هذا الأساس نستطيع تحديد نقطه مهمه جدا وهو أن الاعاقة ليست اعاقة جسدية
أو حسية فحسب.كالشخص مبتور القدم أو الأعمى أو الاعرج
ولكن الشخص مريض القلب المزمن ومريض السرطان ومريض الضغط والمريض السكري
فهو من ذوي الاعاقة الخفية أي(الغير ظاهره)
وأيضا المريض النفسي من ذوي الاعاقة لأنها تمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي وتعيقه عن ممارسة حياته بشكل طبيعي
وهنا نكون قد فهمنا المعني الأساسي للاعاقة وهو أي شيء يعيق الفرد عن ممارسة حياته بشكل طبيعي مع اختلاف درجة وشدة الاعاقة وخطورتها ومراعاة الفروق الفردية بين الفرد والآخر(سنتحدث عن هذا بشكل مفصل في مقالة أخري)
الشروط والمعاييرالأساسيه لتحديد ومعرفة الاعاقة هو أن:
1-يحدد المجتمع او الفرد لنفسه قيما او اتجاهات معينه بحالة من الشذوذ او البعد عن المعايير التكوينية او السائدة في المجتمع ( بمعني ان هذه الاعاقة تكون تمثل شذوذ او بعد عن معايير المجتمع)
2-يعتمد ذلك أيضا علي المعايير الحضارية فالشخص المصاب قد يعتبر معاق في مجتمع وغير معاق في مجتمع آخر
علي سبيل المثال مرضي الجذام يعيش البعض منهم بصورة طبيعية بين أسرهم ومجتمعهم يتقبلهم بينما في مجتمعات أخري يعزلونهم في مخيمات او مؤسسات خاصة
3- الغالب ان تكون القيم والاتجاهات المرتبطة بالإعاقة ذات طبيعة سلبية أو في غير صالح الفرد نفسه
ومن هنا نكون قد وصلنا لنهاية المقالة حتي لا نطيل عليكم أكثر من ذلك وفي هذا الرابط سوف تجدون الفرق بين الاصابة والعجز والاعاقة ومراحل تطور الاعاقة وكيف يمكن السيطرة عليها أثناء المرحلة الأولي
أسباب الإعاقة

عزيزي القارئ هناك العديد من العوامل المسببة التي قد تؤدي إلى العديد من الإعاقات في نفس الوقت وهذه الأسباب ترجع اما لعوامل فسيولوچية والبعض الآخر يعود إلى مسببات بيئية.والإعاقة اما تحدث في مرحلة ما قبل الميلاد أو أثناء الولادة او في السنوات المبكرة من حياة الطفل او حتي بعد مرور العمر لذلك سنقسم العوامل المسببة إلى
اسباب ترتبط بمرحلة ما قبل الميلاد
أسباب ترتبط بمرحلة الولادة
اسباب ترتبط بمرحلة ما بعد الميلاد
أولاً اسباب ترتبط بمرحلة ما قبل الميلاد:
تنقسم تلك الأسباب والعوامل الي قسمين العوامل الچينية (الوراثية)Genetic Factors
العوامل غير الچينية Non-Genetic Factors:
تتضمن مجموعة من العوامل المكتسبة والتي تؤثر علي الجنين في هذه المرحلة ومنهااصابة الأم بالأمراض مثل الفيروسات حيث كشفت دراسة عن وجود حوالي 150فيرس يعيش في جسم الإنسان البعض منهم لديه أعراض ظاهره والآخر ليست له أعراض ولا يمكن الكشف عنها إلا بالتحليل المخبري وجسم الجنين عزيزي القارئ لا يمتلك مناعة فلا يستطيع تكوين الأجسام المضادة فإذا انتقل إليه فيرس يفتك به بسهولة
مثال علي ذلك:
الأمراض الميكروبية ومرض الزهري والحصبه الألمانية وفيرس الهربس والتكسوبلازما
الأمراض العضوية:مثل المرض السكري وأمراض القلب وأمراض ضغط الدم والتهاب الكبد
التعرض للأشعة والإشعاع x-Ray&Rediation
- سوء تغذية الأم الحامل
- تناول الأم للعاقير والأدوية مثل المضادات الحيوية والهرمونات والأسبرين وعلاج السرطان التلوث البيئي
- التدخين وتعاطي المخدرات فهو من أخطر الأشياء حيث يؤدي إلى حرمان الطفل من الأكسجين
- الولادة في وقت مبكر
- الإصابة بالأمراض
- ولادة أطفال مشوهين
- نقص الوزن
- انخفاض حركات تنفس الجنين
- الحالة النفسية للأم الحامل
- ثانياً أسباب ترتبط بمرحلة أثناء الميلاد:
- الولادة العسرة
- الولادة بالملقاط (الجفت)
- الولادة بآلة الشفط
- الولادة المبتسرة
- إصابات ميكروبية أثناء الولادة
- نقص الأكسجين أثناء عملية الولادة
ثالثاً أسباب ترتبط بمرحلة ما بعد الميلاد:
- الأمراض:هناك أمراض قد يكون لها آثار بالغة علي حياة الطفل فيما بعد ومن هذه الأمراض الحصبة،والجديري، والدفتيريا، والتيفويد، وحمي النكاف
- الحوادث التي تؤثر على الجهاز العصبي
- التسمم مثل غاز أول أكسيد الكربون والرصاص والزئبق
- سوء التغذية التي تؤدي الي نقصان بعض العناصر في الجسم
المصادر
“إعلان الأمم المتحدة حول حقوق المعاقين – عالم التطوع العربي”. مؤرشف من الأصل في 6 فبراير 2014.^
ResearchGateway.ac.nz نسخة محفوظة 13 مايو 2020 على موقع واي باك مشين.^
https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/disability-and-health
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D9%82%D8%A9
Leave Your Comment